سورة الحج - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


{والذين سعوا في آياتنا} عملوا في إبطالها {معاجزين} مُقدِّرين أنَّهم يُعجزوننا ويفوتوننا.
{وما أرسلنا من قبلك من رسول} وهو الذي يأتيه جبريل عليه السًّلام بالوحي عياناً {ولا نبيّ} وهو الذي تكون نبوَّته إلهاماً ومناماً {إلاَّ إذا تمنى} قرأ {ألقى الشيطان} في قراءته ما ليس ممَّا يقرأ، يعني: ما جرى على لسان النبيِّ صلى الله عليه وسلم حين قرأ سورة ( والنجم ) في مجلس من قريش، فلما بلغ قوله تعالى: {ومناة الثَّالثة الأخرى} جرى على لسانه: تلك الغرانيق العلى، وإنَّ شفاعتهنَّ لترتجى ثمَّ نبَّهه جبريل عليه السَّلام على ذلك، فرجع وأخبرهم أنَّ ذلك كان من جهة الشَّيطان، فذلك قوله: {فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثمَّ يحكم الله آياته} يُبيِّنها حتى لا يجد أحدٌ سبيلاً إلى إبطالها {والله عليم} بما أوحى إلى نبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم {حكيم} في خلقه، ثمَّ ذكر أنَّ ذلك ليفتن الله به قوماً، فقال: {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة} ضلالةً {للذين في قلوبهم مرض} وهم أهل النِّفاق {والقاسية قلوبهم} المشركين {وإنَّ الظالمين} الكافرين {لفي شقاق بعيد} خلافٍ طويلٍ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.
{وليعلم الذين أوتوا العلم} التَّوحيد والقرآن {أنه الحق} أَيْ: الذي أحكم الله سبحانه من آيات القرآن، وهو الحقُّ {فتخبت له قلوبهم} فتخشع.
{ولا يزال الذين كفروا في مرية} في شكٍّ {منه} ممَّا أُلقي على لسان الرَّسول صلى الله عليه وسلم {حتى تأتيهم الساعة} القيامة {بغتة} فجأة {أو يأتيهم عذاب يوم عقيم} يعين: يوم بدرٍ، وكان عقيماً عن أني كون للكافرين فيه فرحٌ أو راحةٌ، والعقيم معناه: التي لا تلد.


{الملك يومئذ} يعني: يوم القيامة {لله} وحده من غير مُنازعٍ ولا مُدَّعٍ {يحكم بينهم} ثمَّ بيَّن حكمه فقال: {فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم}.
{والذين كفروا وكذبوا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين}.
{والذين هاجروا} فارقوا أوطانهم وعشائرهم {في سبيل الله} في طاعة الله {ثمَّ قتلوا أو ماتوا لَيَرْزُقّنَّهُمُ الله رزقاً حسناً} في الجنَّة.
{لَيُدْخِلَنَّهُمْ مدخلاً} أَيْ: إدخالاً وموضعاً {يرضونه} وهو الجنة.
{ذلك} أَيْ: الأمر ذلك قصصنا عليك {ومَنْ عاقب بمثل ما عوقب به} أَيْ: جازى العقوبة بمثلها {ثم بغي عليه} ظُلم {لينصرنَّه الله} يعني: المظلوم.
{ذلك} أَيْ: ذلك النَّصر للمظلوم بأنَّه القادر على ما يشاء، فمن قدرته أنَّه {يولج الليل في النهار} يزيد من هذا في ذلك، ومن ذلك في هذا، والباقي ظاهرٌ إلى قوله: {إنَّ الإنسان لكفور} يعني: إنَّ الكافر لجاحدٌ لآيات الله تعالى الدَّالة على توحيده.


{لكلّ أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه} شريعةً هم عاملون بها {فلا يُنازِعُنَّكَ} يُجادِلُنَّكَ {في الأمر} نزلت في الذين جادلوا المؤمنين فقالوا: ما لكم تأكلون ما تقتلون، ولا تأكلون ممَّا قتله الله؟
{وإن جادلوك} بباطلهم مِراءً وتعنُّتاً فادفعهم بقولك: {الله أعلم بما تعملون} من التَّكذيب والكفر.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6